You are currently viewing أبو زرعة الرازي وأهم أقوال العلماء فيه

أبو زرعة الرازي وأهم أقوال العلماء فيه

يعتبر أبو زرعة الرازي واحداً من المحدثين المعروفين وعلماء الحديث الأجلاء، وخلال هذه المقالة سنتطرق إلى شخصية أبو زرعة الرازي وسنتحدث فيها عن اسمه ونسبه ونشأته العلمية والدينية وبعض الإنجازات التي قدمها للدين الإسلامي، كذلك سنناقش بعض الأقاويل والثناء الذي قيل فيه.

أبو زرعة الرازي ونسبه

هو الإمام والمحدث وصاحب التصانيف عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروح بن داود، يكنى بأبي زُرْعَة الرازي، ومولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي.

 مولده ونشأته

ولد  بعد ألف ومائتين بمدينة الري، وقيل أنه قد ولد سنة 190هـ، نشأ أبو زرعة الرازي في بيئة دينية بمدينة الري حيث ولد فحفظ القرآن الكريم صغيراً وأغرم بالحديث النبوي الشريف منذ حداثته وجعله ذلك شغوفاً بالحديث وروايته فطلب العلم وهو صغير وسافر في طلبه إلى الشام و الحجاز ومصر والعراق وخرسان فقد كانت هذه البلاد هي منارة للعوم الدينية حينذاك فسمع للعديد من مشايخها وفقهائها وتأثر بهم ولازمهم في نشأته الدينية فشُهد له في نشأته الدينية أنه كان صبوراً على طلب العلم وكان يحصل الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فكان من أكثر الحافظين حفظاً للحديث وتلاوة له واحتراماً له وأثرت تلك النشأة الدينية تأثيراً عظيماً في حياته فأبدع بعدها في الإخلاص للحديث النبوي الشريف وروايته.

علم أبو زرعة الرازي

كان واحداً من الذين أحبوا العلم فأحبهم، فتعلم أبو زرعة الرازي علم الفقه منذ حداثته بالإضافة إلى حفظه للقرآن الكريم، ثم تعلم أبو زرعة الحديث النبوي الشريف وهو العلم الذي أبدع في تعلمه وروايته، إذ روي أبو زرعة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة إلى أن كان علمه بالحديث علماً فذاً فكان من أكثر من حفظوا الحديث وتدبروه فقد حفظ أبو زرعة الرازي عن كثير من المحدثين الذين عاصروه، ونهل من علم الحديث نهلاً فأخذ عن السابقين أيضاً ومما تركوا من كتب تجمع الأحاديث النبوية الشريفة، واشتهر أبو زرعة الرازي بحفظه المتقن وقيلت الأقاويل في حفظه و إبداعه في الحفظ على مدي مسيرته العلمية، وظهر إبداعه في الحفظ فيما نقل من حديث نبوي شريف من خلال مؤلفاته.

بالإضافة إلي ذلك فقد كان واحداً من العارفين باللغة والأدب، وظهر علمه باللغة أيضاً في أسلوبه السهل المعبر الذي كان يكتب به مؤلفاته، كما كان من المحدثين الذين كانوا علي دراية بالفقه وعلمه، فخطب في الناس وكان ممن ينقلون صحيح الدين الإسلامي للمسلمين كافة، وذلك لأنه أخذ في نشأته عن كثير من الفقهاء الذين عاصروه، وأثر ترحاله وطلبه للعلم من بلاد عدة علي شخصيته الدينية فكونت شخصية دينية فذة لا تكف عن طلب العلم ولا تمله، وترجم له الكثير في كتبهم مثل ترجم له ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل كما ترجم له  الذهبي في العبر  وتذكرة الحفاظ وابن حجر في تهذيب التهذيب وفي التقريب والخزرجي في الخلاصة وابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين وكل هذا قد جعل من أبو زرعة الرازي شخصية دينية استثنائية.

أقوال العلماء فيه

  • قال عنه أبو حاتم: ” حدثني أبو زرعة وما جاء بعده مثله علمًا وفقهًا وفهمًا وصدقًا وإخلاصاً للعلم وحباً له، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم منه جاء من المشرق أو المغرب ولا من كان يفهم هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بطريق
  • وقال فيه ابن حبان: ” لقد كان أبو زرعة الرازي أحد أئمة الدنيا في الحديث النبوي الشريف مع الدين والزهد والورع والمواظبة على الحفظ والفهم والمذاكرة وترك الدنيا “
  • وقال عنه عمرو بن صرخاب: ” ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة “
  • قال أبو بكر بن أبي شيبة فيه: ” ما رأيت في حياتي من هو أحفظ من أبي زرعة الرازي “
  • وقال عنه أحمد بن حنبل: ” ما جاوز الجسر هذا أحد أكثر حفظاً من أبي زرعة الرازي “
  • وقال عنه عبد الواحد بن غياث: ” ما رأي أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحداً أبداً “
  • قال عنه إسحاق بن راهوية: ” كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي فليس له أصل وليس له صحة “
  • وقال محمد بن يحيى النيسابوري عنه: ” ما يزال المسلمون بخير لطالما أبقى الله عز وجل لهم من هو مثل أبي زرعة، وما كان الله عز وجل ليترك الارض إلا وفيها من البشر من هو مثل أبي زرعة ليعلم الناس ما جهلوه “

إنجازاته في خدمة الإسلام

روي أبو زرعة الرازي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والتي اعتمد عليها العلماء من بعده في مجلدات الأحاديث الصحيحة والتي ما زال يعمل بها إلى يومنا هذا، وبالنظر إلى المؤلفات التي ‏قدمها أبو زرعة الرازي وأفادت المسلمين اجل لإفادة فإننا نجد أنها تحدثت في كثير من أمور الدنيا والدين، ‏فمنها ما يتحدث عن النبوة ومنها ما يتحدث في السيرة الذاتية، فقد قدم أبو زرعة الرازي نموذجا رائعا في السيرة الذاتية وكان من أوائل العلماء والفقهاء الذين يجمعون المعلومات عن العلماء الذين عاصروهم أو جاؤوا من قبلهم، و أفاد به الأمة الإسلامية على مدى سنين عديدة.

وكان هذا هو أعظم إنجازات أبو زرعة الرازي في الإسلام، بالإضافة إلى ذلك فقد قدم أبو زرعة الرازي العديد من المؤلفات في الحديث والفقه والتفسير والتي أفادت الكثير من العلماء والمحدثين من بعده و مازالت تُقرأ حتى يومنا هذا، فقد كان أبو زرعة الرازي شخصية استثنائية في العلوم الدينية واحدي الشخصيات التي أفادت الدين الإسلامي أجل إفادة، كما كان يلقى الدروس في التفسير والفقه في زمنه وسمع لدروسه العديد من الأئمة والفقهاء.

مؤلفات أبو زرعة الرازي

لقد ترك إرث كبير من المؤلفات في الفقه والحديث والتفسير، والتي كان من أهمها:

  • فوائد الرازيين
  • أعلام النبوة
  • كتاب السير
  • كتاب المختصر
  • كتاب الزهد
  • كتاب الأطعمة
  • كتاب الضعفاء

و العديد من المؤلفات الأخرى وبالرغم من ذلك فلم يطبع من هذه الكتب إلا كتاب الضعفاء، وأجوبته على الأسئلة الذي طرحها البرذعي في الضعفاء، وأما عن بقية كتبه فتعتبر من المفقودات، حيث لم يصلنا منها أي كتاب بعد.

بعض شيوخه

تعلم على يد الكثير من الأئمة والفقهاء علوم الفقه والحديث، فلازم العديد من محدثين العصر واستفاد بعلمهم وكتب عليهم ما رووا من حديث نبوي شريف، وأثر العديد منهم أيضاً في شخصيته الدينية إذ علموه التمسك بالدين الإسلامي واحترام العلم والعديد من الصفات الحميدة أيضاً كالزهد وحب العلم والاجتهاد فى طلبه، فعمل بما نصحوه وقدم علماً دينياً سامياً وأفاد الحديث بعلمه وبثقافته الدينية التى أخذها عن هؤلاء العلماء، ومن أبرز الشيوخ والرواة الذي أخذ العلم والحديث ورواه عنهم:

  • أبي الوليد الطيالسي
  • أبي سلمة التبوذكي
  • أبي سلمة التبوذكي
  • أحمد بن يونس
  • محمد بن سعيد بن سابق
  • خلاد بن يحيى
  • أبي ثابت المدني

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

بعض تلاميذه

تعلم الكثير على يده العديد من التلاميذ والدارسين علماً كثيراً وصفات وخصال حميدة، فكان معلماً متقناً موضوعياً مناقشاً محباً للعلم ومحبباً فيه، فاستفاد منه الكثير من التلاميذ وأخذوا عنه أيضاً الكثير من الخصال الحميدة والذين أجمعوا عليها فرأوا فيه حسن المعلم والعالم والفقيه، ومن أبرز التلاميذ الذي تتلمذت على يد أبو زرعة الرازي وأخذت منه العلم في الحديث والفقه ورووا عنه الحديث النبوي الشريف:

  • محمد بن حميد الرازي
  • الإمام مسلم
  • حرملة بن يحيى
  • إسحاق بن موسى الأنصاري
  • الربيع بن سليمان
  • الترمذي

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

وفاته

توفي أبو زرعة – رحمه الله عليه – في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين وترك أبو زرعة خلفه إرثاً كبيراً من العلم والفقه لازال يُذكر حتي يومنا هذا

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

سير أعلام النبلاء للذهبي

اترك تعليقاً